ما هو مفهوم الحرية الحقيقية وأشكالها ومتى تكون آثارها سلبية؟

ما هو مفهوم الحرية الحقيقية وأشكالها ومتى تكون آثارها سلبية؟
كتب بواسطة: شوقي الأطرش | نشر في 

الكثير من الناس لا يعلمون ما هو مفهوم الحرية الحقيقية؟ ويخلطون بينها بين الانحلال أو الفوضوية، لذا يجب الوقوف على بعض المعايير الهامة التي يتم بناءً عليها تعريف الحرية بشكلٍ قويم، مع ضرورة أخذ الأديان والقوانين والأعراف في الحسبان والالتفات إلى حرية الآخرين عند ممارسة الحرية الشخصية.

مفهوم الحرية الحقيقية

يقول الكاتب الفرنسي والفيلسوف جان جاك روسو إن مفهوم الحرية الحقيقية لا تكمن في أن يفعل الإنسان ما يريد بل ألا يفعل ما لا يريد، وعلى الرغم من تشابه هذه المفاهيم إلا أن الفارق بينهما شاسع، فعندما يفعل الإنسان ما يريد دون قيد أو شرط قد يخرج عن المعايير الأخلاقية والدينية والإنسانية.
إقرأ ايضاً:سعر شريحة فودافون عمان سلم رواتب الاطباء في قطر ومتطلبات العمل

تتمثل الحرية الحقيقية في عدم التعرض للمؤثرات الخارجية على الإنسان عند اتخاذ أحد القرارات المتعلقة بحياته الحالية والمستقبلية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن يكون القرار مؤثرًا على حرية الآخرين، فعليه أن يمتلك رقابة داخلية حتى لا يقع في السقطات التي من شأنها أن تدمر حياته وحياة المحيطين.

لا ينافى مفهوم الحرية الحقيقية الالتزام بالأعراف والقوانين والأحكام الدينية، على الإنسان أن ينظر إلى الحرية بنظرة واسعة وأن يفرق بينها وبين الفوضى والانحلال، فعندما تتحرر الرغبات والشهوات من أحكام العقل ينحرف الإنسان عن مساره الصحيح الذي حدده الله سبحانه وتعالى ويبدأ في إلحاق الضرر بنفسه والآخرين.

أشكال وأنواع الحرية

  • الحرية الفردية أو الشخصية: يتعلق هذا النوع بالقدرة على اتخاذ القرارات بشكل منفرد دون أي مؤثرات خارجية على الفرد سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، وتكون حدودها نابعة من قناعاته الخاصة.
  • الحرية الجماعية: ترتبط هذه الصورة من صور الحرية بحرية جماعة أو أعداد كبيرة من البشر، ولا يمكن للإنسان أن يحصل على حريته الشخصية إلا عندما تتحرر كاما المجموعة وذلك لوجود مصالح مشتركة بينهم.
  • الحرية المطلقة: يقول الفيلسوف جون لوك عن هذا النوع أنه يجعل الإنسان متحركًا وفق قوانين الطبيعة فقط، ويتمكن من تسيير كافة أموره بنفسه ووفق إرادته، دون طلب هذا الحق من أحد.
  • حرية التعبير: القدرة على إبداء الرأي وطرح الأفكار ومناقشتها مع الآخرين دون قيود، وهي من أرقى أشكال الحرية الحقيقية، فإذا امتلكها الإنسان سوف يكون قد امتلك كرامته التي يستطيع من خلالها أن يعيش بسلام مع نفسه والآخرين.
  • حرية الفكر والاعتقاد: تظهر أهمية هذه الصورة من صور الحرية عندما نقرأ في التاريخ عن الشعوب التي تعرضت إلى التنكيل بسبب المعتقدات الدينية وأكثر ما أصاب هذا الاضطهاد الأنبياء والمرسلين ومن اتبعهم من أحرار الفكر ولكنهم لم يحصلوا على حرية الاعتقاد.
  • حرية التنقل: يتشارك فيها الإنسان مع باقي مخلوقات الأرض فهي حق للجميع ولكنها لا تعطي للإنسان إنسانيته، وإنما حرية الفكر والعقيدة والتعبير هي ما تميز الإنسان عن سائر المخلوقات.

هل للحرية الحقيقية حدود

الكثير من الفلاسفة قد تسائلوا منذ القدم عن حدود الحرية الحقيقية وهل هي خارجية أم داخلية، وللإجابة عن هذا السؤال يجب الاطلاع على بعض النقاط كما يلي:

هل مفهوم الحرية الحقيقية هو المفهوم الذي يقول بأنها مطلقة أم أن هناك بعض القيود التي تجعل حرية الفرد والمجتمع تستقيم وتكون مثمرة، بالطبع يجب أن تكون هناك حدود للحرية دون أن تنقص منها شيءً وتتمثل هذه الحدود في أحكام الدين والمعايير الأخلاقية والعقلانية.

احترام حريات الآخرين من أهم ضوابط الحرية التي يجب على الإنسان الواعي أن يلتفت لها حتى ينعم الجميع بحياة هانئة دون منغصات، فلا قيمة للحرية إذا كان الإنسان يعاني من الانحلال الأخلاقي الذي يجعله عبدًا لشهواته وغرائزه.

على كل فرد أن يفهم أن جزء كبير من مصلحته مقترنًا بالمصلحة العامة وللمحافظة على هذه المصلحة عليه ألا ينتقص من حريات الغير، وكما قيل قديمًا تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، وعلى الرغم من التحرر الذي نشهده في الوقت الراهن إلا أن الكثير من الشعوب سقطت في فخ الشهوات تحت شعار الحرية دون الالتفات إلى عوامل استقامة الحياة.

بعد التعرف على مفهوم الحرية الحقيقية وأنواعها نجد أنه يحق لكل فرد أن يحصل على حريته الشخصية، ولكن عليه أيضًا أن يضع حدودًا لحريته حفاظًا على نفسه وعلى الآخرين.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية